مستشفى سجن الرملة ... للعلاج أم للعذاب؟

من طرف **TURKMAN** الإثنين أبريل 13, 2009 7:12 am

مستشفى سجن الرملة ... للعلاج أم للعذاب؟!

بيت لحم - الصباح - من نجيب فراج - من يدخل المستشفى العسكري التابع لسجن "الرملة" للاسرى المرضى والجرحى يستطيع ان يتقين بان هذا المكان اسمه تجاوزا مستشفى، والحقيقة انه مكان ليزج به اكثر الاسرى مرضا ومعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا ما يؤكده العديد من الاسرى الذين يصلون اليه بهدف المعالجة .

طرق العلاج المقدمة للمرضى دون الحد الادنى مما هو مطلوب، وغالبا ما يقدم الدواء المخدر فقط، وهناك العديد من المرضى الذين يحتاجون الى علاج او اجراء عمليات جراحية فانهم يواجهون اهمالا طبيا يؤدي الى تفاقم الوضع الصحي المتدري لللاسرى وليس معالجته.

ويقيم في مستشفى سجن الرملة عشرون اسيرا مقيما اي مضى على وجودهم العديد من السنوات نظرا لخطورة وضعهم، بينا يتردد عليه 20 اسيرا اخرا من مختلف السجون، اما لاجراء فحوصات او لاجراء عمليات جراحية بسيطة وبعد الانتهاء من علاج هؤلاء يتم اعادتهم الى السجون التي جاءوا منها .

ومن بين الاسرى المقيمين الاسير فايز زيدات من بلدة بني نعيم قضاء الخليل ويعاني من مرض السرطان وقد مضى على وجوده في المستشفى نحو 4 سنوات، ونظرا لوضعه الصحي الصعب تقدمت مؤسسات حقوقية بطلب لاطلاق سراحه لا سيما وانه يواجه الموت شبه المحقق حسب ما يقوله تقرير طبي في المستشفى، وقد علم ان الادارة الطبية للمستشفى تفضل اطلاق سراحه الا ان جهاز المخابرات الاسرائيلي عارض ذلك من دون ابداء الاسباب .

وكذلك الاسير خالد الشاويش من رام الله المصاب بشلل جراء اصابته بالرصاص من قبل الجيش الاسرائيلي قبيل اعتقاله وهو محكوم بالسجن المؤبد 12 عاما وله في المستشفى نحو 7 سنوات ووضعه الصحي يتفاقم من دون ان يقدم له العلاج المناسب له، مع ملاحظة ان الاسير الشاويش له 4 اشقاء في السجون الاسرائيلية وهو من سكان مدينة رام الله.

اما الاسير داوود ابو جندل من سكان مدينة القدس ومحكوم بالسجن المؤبد وقد مضى على اعتقاله نحو 23 عاما يعاني من عدة امراض ومضى على مكوثه في المستشفى عدة سنوات ولا زال وضعه الصحي متردي من دون تحسن يذكر.

ومن بين الاسرى المقيمين ايضا في المستشفى الاسير احمد التميمي المحكوم بالسجن المؤبد وقد مضى على اعتقاله 16 عاما، حيث اصيب خلالها بفشل كلوي ظل يعاني اثاره لعدة سنوات الى ان قررت مصلحة السجون اجراء عملية زراعة كلية له وهو يقبع في المستشفى منذ عدة سنوات واثار العملية لا زالت تؤلمه، وكذلك الاسير اشرف مسالمة الذي يعاني من الشلل وهو يقيم في المستشفى منذ عدة سنوات، والاسير محمد غوادرة من جنين ومحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات وقد مضى على اعتقاله 5 سنوات نصفها في المستشفى نظرا لتردي حالته الصحية، والاسير ابو وائل عابدين من الخليل والمحكوم لمدة 5 سنوات وهو يقبع في المستشفى منذ سنتين على الاقل نظرا لمعاناته من انسداد في شريان القلب، وهناك اسير اخر من بلدة بني نعيم اسمه الاول مبارك وهو معتقل اداري، اذ اصيب بمشكلة صحية في الاعصاب من جراء التحقيق القاسي معه وهو يتلقى العلاج التخديري لا اكثر ولا اقل وهناك خوف من تفاقم وضعه الصحي اذا لم يخضع للعلاج الجدي.

اما الاسير ابو حسن شلالدة من بلدة سعير قضاء الخليل وهو محكوم بالسجن لمدة 25 عاما ويعاني من عدة امراض اثرت على قواه وهو يعاني من اثارها من دون ان يتلقى العلاج الطبي الجدي ووضعه الصحي صعب للغاية.

ولا يمكن لأي اسير يدخل هذا المستشفى من دون ان يتحدث عن وضع الاسير ناهض الاقرع من سكان قطاع غزة والمعتقل منذ نحو عامين، فهو يواجه خطر بتر رجله اليمنى من جراء اصابتها بالغرغرينا حسب ما قاله اطباء مستشفى سجن "الرملة" حيث يقبع هناك. وفي حال البتر فان ناهض سوف يصبح بلا رجلين اذ ان الرجل اليسرى كانت قد بترت اثر الاقتتال الداخلي حينما تعرض للخطف من قبل افراد من حركة "حماس" في 14/3/2007 واطلقت النار باتجاهه في كافة انحاء جسمه"، وبعد ذلك جرى نقله الى مستشفى فلسطين في جمهورية مصر العربية واخضع لعدة عمليات جراحية تم خلالها بتر الرجل اليسرى، كما اصيب بشلل في يده اليسرى من جراء الاصابة، وبعد مرور شهر ونصف الشهر على وجوده في القاهرة وتماثله للشفاء قرر ان يعود الى ابنائه وعائلته التي كانت تمكث حينها في مدينة رام الله فعاد عبر جسر اللنبي وهناك تم اعتقاله من قبل القوات الاسرائيلية رغم حالته الصحية واخضع للتحقيق لاكثر من شهر ليواجه بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الاقصى والمشاركة في عملية المنطار التي تم خلالها تدمير دبابة مركافاة اسرائيلية ومقتل واصابة عدد من الجنود الاسرائيليين وذلك قبل نحو 5 سنوات، ويواجه الحكم بالسجن المؤبد اربع مرات.

ويعتبر مستشفى سجن "الرملة" للاسرى الفلسطينيين اداة اخرى لقمعهم، ولذا فان العديد من مؤسسات حقوق الانسان وبناء على شهادات الاسرى انفسهم قد طالبت باغلاقه والسماح للاسرى ان يتلقوا العلاج في احدى المستشفيات المؤهلة لذلك كي يساعد على شفائهم بعد خضوعهم للعلاج.

عن القدس